مع كل تغيير محتمل..يترقب حسنوا النية أن شيئًا ما قد يحدث، حتى يستفيقوا سريعًا من غفلتهم على الحقيقة المُرّة. راهن البعض على أن التغييرات التي سوف تطرأ على الهيئات الإعلامية المختلفة سوف تكون إيجابية وقادرة على إصلاح ما أفسده السابقون طوعًا أو كرهًا، ولكن لا جديد يُذكر ولا قديم يُعاد في هذه الحقبة البائسة.
دعك من الأسماء المجهولة والمغمورة، ولكن أن يكون ضمن التشكيلات الجديدة أسماء لا تحمل في تاريخها إلا التحريض على البغضاء والكراهية، فإن هذا شيء عُجاب ومُحير. عضو إحدى هذه الهيئات، الذي تمت تسميته اليوم، لا عمل له منذ سنوات سوى القدح في الإسلام، والنيل من ثوابته، وازدراء شرائعه، وتجريح رموزه.
دأب العضو الجديد –وهو وصف يستوي فيه المذكر والمؤنث- على تخصيص كتاباته الصحفية والفيسوكية للهجوم على الأزهر الشريف جامعًا وجامعة وإمامًا أكبر وعلماءً ومناهج. اقتات طوال السنوات الماضية على ما يتقيؤه غيره من كارهي الإسلام بالسليقة، حيث يتبناه –دون مناقشة- ويدافع عنه بضراوة، ويحتفي بصاحبه ويشايعه في ضلاله وإضلاله.
لم يتوسد هذا العضو منصبًا، ولم يتحمل مسؤولية في مجاله. كان ولا يزال أشبه بالنائحات المستأجرات، والنائحة المستأجرة ليست كالثكلى. ليس له مؤلف واحد يشي بعقلية استثنائية. الضحالة والسطحية والسذاجة قواسم مشتركة في كل ما يخط ويكتب ويتكلم. يبدو أنه أدرك مبكرًا كيف ومن أين تؤكل الكتف. مَن حذا حذوهم، ويحذون حذوه هم نجوم المرحلة بلا استثناء. تطاولْ على الدين واحصلْ على برنامج، اسخرْ من حدود الله واحصلْ على مقال يومي مدفوع، تطاول على المؤسسة الدينية الرسمية تحصلْ على البرنامج والمقال معًا. وإن أثبتّ تميزًا في هذا القبح تحصل على عضوية مدتها سنوات أربع في هيئة أو لجنة أو جهة حكومية رفيعة المستوى، ويتم طرح اسمك في دوائر الأوسمة والجوائز الرفيعة. ما هي الرسالة المراد توصيلها للرأي العام بتمييز شواذ الفكر والعقل والتمكين لهم وتحصينهم على هذا النحو الرديء؟
مصر -برجالاتها الأفذاذ الأعلام- أكبر من أن يتم اختزالها في شلة المصالح والدوائر المغلقة. عندما تكون هناك رغبة جادة في إصلاح أي ملف أو مجال، فلا بد من الابتعاد عن لعبة الكراسي الموسيقية أو تدوير النفايات. تغيير الوجوه مع الإبقاء على السياسات لن يغير من الأمر شيئًا. الوجوه الكالحة لا تصنع نجاحًا، ولا تأتي بخير. قد يكون هذا هو المطلوب، فتم اللجوء والركون إليه والاستعانة به. تصحيح الخطأ فرض عين على كل صانع قرار. أمَّا الإصرار عليه فهو جريمة في حق وطن يحلم بأن يكون أعظم شأنًا مما هو عليه؛ لأنه يستحق أن يكون عظيمًا.